by Mamdouh Osama
Published on: Jan 18, 2008
Topic:
Type: Opinions


الشباب
يتخرج من الجامعات المصرية عشرات الآلاف سنويا من الشباب وخصوصا من الكليات العلمية وفي ظل الصعوبات الاقتصادية وندرة فرص العمل للشباب وصعوبة الحصول علي وظيفة تؤمن للخريجين حياة هادئة اجتماعيا يسعى القليل( المئات) منهم لتطوير وتنمية مهاراتهم بالدورات التدريبية وزيادة مؤهلاتهم للتوافق مع سوق العمل الذي يسعى للحصول فقط علي الكفاءات النادرة
والنادر منهم( العشرات) يكون له أفكار بحثية وطموح علمي .
وفي خضم كل هذا يفقد أولئك الشباب الرغبة في التوجه لمجال البحث العلمي لعدم وجود الوسط الملائم من أساتذة يشجعونهم علي ذلك أو تمويل أو جهات مانحة تتبني أفكارهم أو شركات تشجعهم علي الخوض في هذا المجال
وفي ظل انحسار دور المؤسسات الحكومية في مجال البحث العلمي وذلك لأسباب كثيرة تخرجنا عن موضوعنا الأساسي
يختار عدد ليس بالقليل من الشباب الهروب إلي الخارج بحثا عن فرصة حقيقية ووسط ملائم لاستيعاب طموحاتهم وأفكارهم وأبحاثهم.

جزيرة الخبراء والأساتذة

ينهي الآلاف من الباحثين الدراسات العليا ويسافر العشرات منهم الي الخارج في بعثات توفرها لهم الدولة او من خلال جهات مانحة ليعودوا محملين بأفكار هائلة تخدم الحياة العلمية والعملية في جميع فروعها وفي خضم وسط غير مشجع وغير ملائم يكمل النادر منهم أبحاثه منعزلا فقط للحصول علي درجات علمية ومناصب

جزيرة الشركات والجهات المانحه

تسعي الشركات للحصول علي التكنولوجيا الحديثة ونتاج البحث العلمي عن طريق الاستيراد سواء استيراد العقول او ناتج العقول ورغم بهاظة ثمن ذلك الناتج وقد يكون غير متوافق مع متطلبات السوق والمجتمع المحلي تستسهل تلك الشركات ولا تقوم بتخصيص أي مصروفات في هذا المجال علي الرغم من تخصيص الكثير لصالح مشروعات اخري في المجتمع المدني تري من خلالها مشاركة ودعاية لها فقط دون ادني عائد علي تحسين المنتج النهائي لتلك الشركات

وبالنسبة للجهات المانحة ايضا نادرا ما توجه تمويل في هذا المجال وذلك كتوجه عام لم يشجعها علي تغييره أي من مؤسسات الدولة الحكومية والغير حكومية في تصور خاطي علي اساس ان المجتمع يحتاج الي لقمة العيش وليس البحث العلمي وهذا التوجه قد غيرته كل الدول التي حققت نمو ونجحت في الدخول تحت اطار الدول المتقدمة مثل الهند وماليزيا فقد قال رئيس الهند العالم عبدالكلام "نحن لسنا بالدول الغنية لنهمل البحث العلمي"
وكان البحث العلمي اللبنة التي بني عليها مهاتمير محمد تقدم ماليزيا فقد تعدت الدول مقولة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين "التعليم كالماء والهواء"الي أن البحث العلمي للدولة هو كالماء والهواء.....

« return.