by Adel Gana
Published on: Jan 4, 2008
Topic:
Type: Opinions

سيدي المحترم،
لكي تجنب نفسك الشعور بتأنيب الضمير تجاه البؤس الذي يعيشه ذلك الكم الهائل من الفقراء في العالم والذين تطالعنا صورهم على شاشات التلفاز يوميا تستطيع أن تقنعها بأن الفقراء مع معاناتهم الصعبة في هذه الدنيا لكنهم بالمقابل سيجزون خير الجزاء في الحياة الآخرة، وهذا الافتراض البريء يتيح لك يا سيدي الاستمتاع بإنفاق ثروتك على الملذات بلا حساب، بل بالعكس ستحسد الفقراء على النعيم الذي سينعمون به في الآخرة....
وإذا كان الفقراء فقراء فتلك غلطتهم نتيجة خصوبتهم المفرطة، فلقد أفضى إفراطهم الجنسي إلى التكاثر حتى استنفاد الموارد المتوفرة، إنها مشكلة الغباء في فراش الزوجية، و بهذا يا سيدي لن تنزعج بعد اليوم بأي شعور بالمسؤولية نحو الفقراء مما قد ينغص عليك سهراتك الحمراء، وأستطيع أن أقدم لك تزكية بإبادة جماعية للكثير من هذه الشعوب ولن يجرؤ أحد على التفوه بكلمة ضدك.
يا سيدي، إذا كانت هذه الأفكار لم تسكن ضميرك تجاه مشكلة الفقر المتزايدة باستمرار فيمكنك أن تلعب ورقة أخرى وهي أن تلجأ إلى حيلة "الإنكار"، والتي تعتبر من الحيل الدفاعية النفسية، اعتاد العديد من زملائك وأمثالك اللجوء إليها في مجالات مزعجة أخرى كالتلوث البيئي، الإرهاب، سباق التسلح النووي، ثقب الأوزون، البطالة...الخ وأعتقد جازما بأنها ستفيدك في تحويل تفكيرك عن الفقراء في إثيوبيا، رواندا، بنغلاديش... وغيرها إلى التفكير فيما هو أكثر بهجة و متعة...
* فما المشكلة في أن عدد الذين يعيشون في فقر مدقع أكثر من 985 مليون شخص؟
* وما الغريب في أن يعيش هؤلاء على دخل أقل من 2دولار يوميا؟
* ولماذا الشعور بالألم لوفاة 10ملايين طفل دون الـخامسة سنويا ؟
* وهل يعني لك شيئا بأن من أصل 06 مليار شخص في العالم هناك 500مليون فقط لا يعانون من الحروب، السجون، الفقر، المجاعة...الخ؟

نعم إنهم أولئك الفقراء المزعجون دوما، فلا تشغل دماغك بهم بتاتا يا سيدي... بل ركز جل تفكيرك في تنظيم خطتك المالية لقضاء عطلتك الصيفية، أو البحث عن المزيد من الوسائل الترفيهية... نعم لا تلق بالا لهم واطلب فنجان قهوتك الصباحية...



« return.