by karim mohamed nayel
Published on: Dec 19, 2007
Topic:
Type: Opinions

ما أحلى ان انظر الى رجل و امرأة ، شابين كانا ام كهلين ، متحابين فرحين يرشفان لذة السعادة و الحب ، و ما أشقانى حين أنظر اليهما بعد حين و هم على خلاف مبين و بغض متين يحيل حياتهما الى مكره يجب البعد عنه او مأزق يجب الفكاك منه .

هنالك يضيع عمر الانسان هباء.
ترى ما سبب هذا التحول الغريب من الحب الى الكراهية ، من الاستمتاع بالحركات و السكتات الى ان يمقت احدهما ان يسمع دقات الآخر على بابه.

انه – لعمرى – سوء الاختيار .
لكن كيف ذلك و قد عاشا قصة من الحب و الاشواق و كل من رآهم أقسم انهما ذائبين حتى النخاع.

هذا هو سوء اتباع القائد النزيه المخلص، مخلص العواطف و الاهواء من التناقضات و الزلاّت .
لان الذى يدفع بكل عواطفه فى قلب محبوبه لا يرى معايبه الا مزايا ، وهذا قد تحسبه انت شيئا مستحبا و لكن هذا ان استمر طوال الحياة ، و من الصعب ان تخدع نفسك وقتا طويلا.
انما العيب كل العيب الا يرى الاختلافات التى ستكون هى ما يحيل حياتهما معا الى مكره يجب البعد عنه او مأزق يجب الفكاك منه .
ان الاساس فى حياة الازواج هو حسن الاختيار من البداية و هذه عملية بطلها الاول هو العقل يستخرج المتوافقات من طبعيهما و يزلل الصعب منهما ليتوافقا فان كان فى هذا الطبع او ذاك ما لا يحتمله احدهما فلا أظن ان الشوق قصير العمر الذى يمتعهما فى اول الامر يغنى شيئا عن الخلاف و التنافر الذى سيتجرعانه مريرا بعد ذلك عندما تبهت العواطف شيئا و لو بسيطا تسقط معه الصورة الوردية.

خلاصة هذا ان الاندفاع فى الحب قبل الزواج يقف عائقا كبيرا امام سعادة هذين الزوجين.
لان عمود الحياة المشتركة هو التوافق بين المشتركين فى هذه الحياة.
و ينبنى هذا على حسن التوفيق فى الاختيار المتعقل.
و ينهدم بالاندفاع العاطفى غير الواعى لترضية النفس بعيوب الآخر التى لا يلبث ان يعلم ان نشوته بالحب القديم لا تغنى عن العواقب شيئا أليس " مرآة الحب عميا " ؟
فتنوء الأنفس بجبال من التنافر ،
فيتصدع العش المشترك
فينهدم
أو _ وهو الأكثر_ يصبح مأوى للآلام و الضيق.


« return.