by Adham Tobail
Published on: Nov 2, 2007
Topic:
Type: Opinions


بقلم : أدهم عدنان طبيل
Adham_333@hotmail.com
في التعريف بكتابه الجديد "العنف في عالم متغير" يقول الأستاذ دكتور زكريا بن يحيى "تكاثرت أعمال العنف الدامية التي وصلت في معظم الأحوال إلى حدود اللا منطق واللامعقول وباتت تشكل ظاهرة خطيرة تلتهم أمن وطمأنينة المجتمع الإنساني، وتعطل أي استثمار عقلاني لجهود النماء والتطوير، ويضيف قائلاً : ويشهد المجتمع ثقافة جديدة لعنف مختلف لم يعتاده من قبل، لذا لابد من وقفة من قبل المفكرين والباحثين في كل المستويات العقائدية والفكرية والدينية ودراسة هذه الظاهرة، ومعرفة أسبابها وجذورها والتصدي لها من خلال طرح استراتيجيات لمواجهة الظاهرة المتجددة على مر العصور، ويشير الدكتور في مقدمة كتابه الذي قسمه إلى عشرة فصول وعدة ملاحق، بأن الكتاب يهدف إلى تناول مفهوم العنف، وتعريفاته، وأسبابه، ونظرياته، وأشكاله، حيث بدأ الفصل الأول بتعريف مفهوم العنف ومحدداته من اجتماعية وبيئية وموقفية وعضوية لينتقل بعد ذلك للحديث عن سيكيولوجية العنف، ثم يناقش العنف من منظور الدين ومظاهره، وأسباب العنف وبواعثه، وموقف الإسلام من العنف متناولاً الجهاد في الإسلام، والمصلحة والمفسدة، وحرمة قتل المستأمنين، وموقف الإسلام من السياح، ومعالجة الإسلام لظاهرة العنف، والوقاية والعلاج، الفصل الثاني من الكتاب تناول فيه العنف ضد المرأة، أسبابه والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنفسية إضافة إلى وسائل الإعلام،بعد ذلك تحدث عن المنظور التاريخي لظاهرة العنف ضد المرأة بدءاً من وضع المرأة في الثقافات المختلفة، ووضع المرأة في المجتمعات القديمة، ومكانة المرأة في الإسلام، ورأي الإسلام في ضرب المرأة، لينتقل بعد ذلك للحديث عن ظاهرة العنف ضد المرأة في دول العالم بدءاً من الدول العربية في فلسطين والأردن والمغرب وتونس ومصر وانتهاء بالسعودية، ثم الدول الغربية بدءاً بالولايات المتحدة الأمريكية ثم بريطانيا وفرنسا وكندا ونيوزلندة والنمسا وألمانيا وسويسرا وبلغراد والمجر وروسيا، لينتقل بعد ذلك للحديث عن الآثار المترتبة عن العنف ضد المرأة من نفسية واجتماعية واقتصادية، ليختتم الفصل بالحديث عن نظريات العنف واستراتيجيات القضاء على العنف ضد المرأة، الفصل الثالث تحدث فيه عن العنف السياسي تعريفه مشيراً إلى أن العنف السياسي نوع من أنواع العنف الداخلي، وهو عنف يدور حول السلطة ويتميز بالرموزية والجماعية والإيثارية والإعلانية، لينينتقل بعد ذلك للحديث عن أنواع العنف السياسي مثل العنف السياسي القومي والعنف السياسي الاقتصادي والديني والمذهبي والديني الداخلي والديني الموجه، بعد ذلك تحدث عن العوامل الكامنة وراء ظاهرة العنف السياسي ومنها رفض التبعية السياسية وعدم إمكانية التغيير السلمي و يؤكد على أن استخدام القسوة يولد العنف ونقص المشاركة في اتخاذ القرارات، بعد ذلك تحدث عن آثار العنف المباشر على الأطفال وكذلك العنف السياسي غير المباشر، لينتقل بالحديث عن أشكال العنف السياسي غير المباشر وآثاره على الطفل الفلسطيني، وتناول الدكتور في الفصل الرابع العنف والإدمان حيث تطرق إلى أسباب الإدمان والنظرة الاجتماعية له مشيراً إلى أهم الاتجاهات الاجتماعية لتفسير أسباب الإدمان، والنظرة الطبية النفسية للإدمان، ليخلص إلى إستراتيجية الوقاية والعلاج من الإدمان، و تحدث في الفصل الخامس عن العنف والجريمة منطلقاً من الحديث عن مفهوم الجريمة التقليدية وأساليب مواجهتها ثم مفهوم الجريمة العصرية وأساليب مواجهتها، الفصل السادس خصصه للحديث عن العنف والعصاب حيث بدأ بتعريف العصاب والمؤشرات العلمية للعصاب والنظريات المفسرة للعصاب والأعراض العصابية في التحليل النفسي، ذاكراً بعض الأعراض العصابية المرتبطة بالعنف مثل القلق والاكتئاب والعدوان وغيرها، أما الفصل السابع فتناول فيه الدكتور العنف والإعلام مستعرضاً نظريات تأثير وسائل الإعلام والعنف، وأثر نشر العنف من خلال وسائل الإعلام، الفصل الثامن تحدث فيه الدكتور عن العنف الديني مشيراً إلى أن العنف الديني يكمن من ورائه التطرف، بعد ذلك تناول الإسلاميين الجدد، حيث تحدث عن الإسلام السياسي، ثم انتقل في الفصل التاسع للحديث عن العنف الجنسي بدءاً من الاغتصاب وموقف المجتمع منه وعرج على اغتصاب الفتيات في إطار الأسرة مشيراً بأنها ظاهرة تهدد المجتمع بعد ذلك تحدث عن حجم جرائم الاغتصاب لينتقل بعد ذلك للحديث عن العنف الجنسي في زمن الحرب، والأسباب والعوامل الكامنة وراء العنف الجنسي، والفصل العاشر والأخير بناه الدكتور زكريا على دراسة ميدانية على طلبة الجامعات السعودية لينطلق بالحديث عن العنف الطلابي وهي دراسة مطولة قدم فيها الكثير من الجداول والإحصائيات ليصل إلى مجموعة من النتائج والتوصيات المهمة المتعلقة بالعنف الطلابي، وقد اختتم الكتاب برصد للمراجع وعدد من الملاحق، وكتاب الدكتور زكريا يحيى والذي يقع في 513صفحة من القطع الكبير يعد مرجعاً مهماً لدراسة ظاهرة العنف بصورة شاملة.


« return.