by karim mohamed nayel
Published on: Sep 15, 2007
Topic:
Type: Poetry

شىء غريب دق فى ظهرى
ما بين فجر العمر و الظهر
دقته يد ناعمة اذ لمستها
كتبت على قلبى و صفحة فكرى
كتبت و ليست بكاتبة
فالتفت خطوطها الهوجاء فى صدرى
. . .
كان طبعى الغرير قد استعطاها
من قبل و تلمستها للذى لا أدرى
فلم تنقبض منى فصرت أنهلها
أستمطر سحائبها لتصب فى نهرى
فأغدقت لتغوينى حتى ارتويتها
و صارت انجيلا منقوشا على قبر
و صارت مقدسة و معبودة
و باتت صلاتى و دينى و قدرى
. . .
و انى لفى محرابها أتعبد وجهها
اذا ثقب فى جدار الاظلام للفجر
يتبعه ثقب فثقب فنور
قذفته الثقوب له وخز الابر
فآلمنى ضياؤها ساعة مكثت
بين العقل و الروح ساعة كالعمر
فنادت عينى عون قدسها العالى
و تضرعت اليها ان تمدنى بالصبر
يدى ممدودة لليد المقتدرة
اللتى لهجت بها فى السر و الجهر
فبصرت باليد المعبودة ترتعش
و هى تمتد راجية اخفاء ما يجرى
فَفُتّت و ترنحت و شلت أعصابها
و أشارت لصفحتى أن اياى فانتظرى
ربتى يعييها خط كلمة من سطر
. . .
رأت عينى الحوادث هذه تسرى
و قالت مطئنة " خدعة بالبصر "
و هتفت تتشبث بالمأمول فى يأس
"بعيد تزييف ما مر بالعمر
و هكذا ضعف الانسان بالقدر
أليست تلك طبيعة البشر ؟
. . .
عدت لنفسى فرأيتها هلكى
محطمة الاركان فى غير ما نكر
يا ويلتى لو ان حوادث الايام
مراكب منساقة الى النيران فى سقر
و حين تقل المرء مركبة
يشغله الطريق كثيرا عن غاية السفر
و من اظلم ممن باع منزله
و بات عمره فى مخروبة قفر


« return.