by Alaa Isam Hassan El-Aghbari
Published on: Jul 31, 2007
Topic:
Type: Opinions

كل يوم يستيقظ من نومه الساعة التاسعة صباحاً...بعدها يأخذ حمامه الصباحي ويفطر ... بعدها يخرج إلى صاحبه الذي يملك محل لبيع الصحف والمجلات ليقوم بتصفح كل الصحف والمجلات لهذا اليومية محاولاً إيجاد فرصة عمل تشعره بقيمة ما تعمله طوال خمس سنوات من التعليم الجامعي. هكذا أمجد يقضي كل يوم فبعد درا ستة الجامعية في الهندسة الميكانيكية يحاول أمجد يقوم بدورة الطبيعي تجاه نفسه وعائلتة التي صبرت عليه طوال الخمس السنوات.

أمين... متزوج ولديه طفله جميلة اسمها "أمنيه"... تمكن أمين من الزواج بعد عودته من دولة الأمارات العربية المتحدة حيث كان يعمل هناك في مزرعة أحد الشيوخ هناك حينها تمكن من جمع عدد من المال مما ساعدة لاحقاً للزواج. لسوء الحظ أمين لم يعد بإمكانة العودة مرة أخرى إلى الأمارات العربية المتحدة فاليوم أصبح بالصعب بمكان على اليمنيين الذهاب إلى هناك والعمل. حالياً يستيقظ أمين الرابعة والنصف فجر كل يوم ليذهب إلى المسجد ليصلي صلاه الفجر بعدها يذهب إلى مكان مشهور يتجمع فيه العاملون لعلهم يجدون فرصه عمل مناسبة... فأمين لم يكمل تعليمة الابتدائي... ويقول "أقبع في هذا المكان كل يوم أحاول أن أجد عملاً شريفاً لي بالنجارة... بالبناء... بالسباكة... أي شيء... أي شئ... فكل ما يهمني ألان زوجتي وأمينة اللاتي ينتظرن عودتي لهن نهاية نهار كل يوم"... لكن للأسف الشديد فأمين لا يعمل خلال الأسبوع الواحد إلى يوم أو يومين في أحسن الأحوال.... اليوم أمين يفكر بجديه بالذهاب إلى "برونوي" أو "بانكوك" أو إلى المريخ المهم بالنسبة له مكان يمكن من خلاله توفير لقمة عيش كريمة لزوجتة و أمنية التي يقول أنها ستصبح دكتورة عندما تكبر.

"أمممم... لست سعيد كثيراً بعملي ألان... لكن على الأقل هو يدر علي مال كافي لإدارة شئون حياتي" هكذا يتحدث موسى عن نفسه... هو يهوى كثيراً الجرافيكس حصل على الشهادة ألجامعيه من أجل إرضاء المجتمع من حولة وعائلتة فقط لكنة في الحقيقية يصف نفسه على أنه "مدمن جرا فيكس". ذهب إلى العاصمة صنعاء بعد سماعة لرويات عديدة من أصدقاء وأصحاب سبقوه إلى هناك ليعمل هناك... صحيح أنه عمل... لكن بالرغم من ذلك لم يحقق الحلم الذي لطالما سعى من أجله... موسى يعمل في الوقت الراهن كمترجم فوري في خفر السواحل اليمنية حيث يتقاضى براتب يومي ما يقارب ال30 دولار أمريكي.

محمد حسان... بعد أسابيع قليلة سيتزوج هو الآن يشعر بالفرحة الغامرة لكن سرعان ما تنتهي تلك الفرحة حين يفكر بالأموال التي ستصرف خلال ثلاث أيام هي أيام الفرح والزواج وفق العادات والتقاليد اليمنية... فمحمد حسان سيقوم بصرف مبلغ وقدرة مليون ونصف المليون ريال يمني هي تكاليف الفرح لمدة ثلاث أيام. محمد حسان يقول "في الوقت الراهن أرى انه ليس هناك أفضل من فتح مشروعك الخاص... مع توفير مبلغ ثابت شهري لتأمين متطلبات الحياة اليومية الرئيسية"، هكذا يفكر ذلك الشاب فهو ينتمي إلى محافظة غنية بالبترول تدعى حضرموت... وهو ألان يفكر بعدد من المشاريع سيقوم بعرضها على مجموعه من رؤوس الأموال للدخول معه بشراكة ليتمكن لاحقاً من إقامة المشروع الذي لطالما حلم به.

تلك هي نماذج بسيط ليوميات يعيشها الشاب اليمني ربوع اليمن السعيد... عدد من القضايا تعتبر رئيسية لا يوجد أي شاب يمني إلا ويفكر بها وهي "العمل... الزواج... الهجرة"، العديد من الشباب اليوم يفكر بالهجرة كخيار ثابت ووحيد من أجل بناء ذاته ليتمكن من ألعوده إلى الوطن ومن الزواج وفتح مشروع خاص يدر عليه مبلغ من المال.

في الواقع... تبنت الحكومة اليمنية العديد من المشاريع من أجل كسر البطالة ودفع الشباب إلى الاستثمار ببلدهم إلا أن تلك المشاريع مازالت في أحسن الأحوال لا تزال قرارات تنتظر إرادة حقيقية لتنفيذها. وهكذا وفي خضم تلك الاولويات لدى الشباب نجد أن الشباب اليوم أبعد ما يكون إلا "العمل السياسي" أو "العمل التنموي" يصف ولاء انخراط الشباب إلى "العمل السياسي" أو "العمل التنموي" "بأنه ترف". ويقول صلاح "أنا مستعد للعمل حتى ولو كان ذلك في إسرائيل...." عبارات بسيطة يطلقها العامة هناك وهناك لكنها تحمل دلالات عظيمة في طياتها وإبعادها.

الحقيقية... أن الشباب اليوم هم أكثر انفتاحا نحو الغرب الذي يشكل للعديد منهم "الملاذ الأمن" والحياة ألمثاليه التي لطالما حلم بها الفرد منهم... فالشباب اليوم لا يفكر ألبته بعقليه الستينيات والسبعينيات بالحركات التحررية والانقلابات... ولا يهتم كثيراً إلى موضوع السياسة فكل تلك مكملات بالا مكان أن تأتي متى ما أستطاع الإنسان أن يعد نفسة جيداً بمجريات ومتغيرات الحياة.

بالمقابل... يتنامى خطر قائم في بعض البلدان الإسلامية ومنها اليمن... وهو وجود رؤوس أموال تتبع حركات إسلامية تكفيرية أو مقاتلة حيث تعمل تلك التجمعات ورؤوس الأموال على جذب هؤلاء الشباب وتوفير المال اللازم لهم ومساعدتهم على فتح مشاريع خاصة تكون تحت إدارة الشخص المستقطب لكن جزء من الأموال يعود إلى الجماعة وذلك لغرض استثمار الأموال بمسميات مختلفة لتشكل فيما بعد مصدر دخل يؤمن احتياجات تلك الجماعات ناهيك عن تجنيدهم أو ضمهم لمخططات إرهابية يحصل أن تحدث إما في نطاق الدولة نفسها أو بعض مناطق من العالم.

في الواقع... هناك تحديات كثيرة يواجهها الشباب في الدول العربية والإسلامية... فبين تردي الأوضاع الاقتصادية لتلك البلدان وغياب مفهوم العدالة الاجتماعية ناهيك عن حالات القمع التي يتعرض لها سكان تلك البلدان... أدى كل ذلك إلى نشوى قطب أخر يتحدث عن عوده الحق والحكم بطريقة التي كفلها الدين الإسلامي متخذين من الدين الإسلامي شريعتهم ومنطلق مهم لنشاطاتهم والذي بدورة أصبح الأخر الذي يبحث عن الشباب بعدما يئسوا من التهميش وانعدام الفرص التي توفر لهم أدنى مقومات الحياة الطبيعية والكريمة.

وأخيراً... يبدو انه لا بصيص أمل يلوح في سماء الأفق القادم لدول منطقة الشرق الأوسط. لكن وحدها الإرادة الحقيقية للزعامات الحالية والتتوق للتغير في عقول شباب المنطقة هما الحل الأوحد لبناء مستقبل أكثر إشراق من ماهو عليه الآن.

مع محبتي،،،



« return.