رغم أني أمر بلحظة حقيقية يومية يمر بها الإنسان يعبر فيها الإنسان بصدق أن هناك مشكلة عامة هو جزء منها حلها يبدأ بالمشاركة .. بفهم المشكلة.
قد تكون طبقة الأوزون موضوع رئيسي وقضية مهمة في أستراليا وكندا إلا أن هذا الموضوع يبعد عني كل البعد .. أن كنت من مواطني غزة أو راوند ما يهم هو التصفية العرقية التي أتعرض لها حيث لا يوجد مكيف أو ثلاجة تفرز سمومها وتوسع ثقب الأوزون أو معمل كيميائي يعطر الجو بسمومه ولم أعد أملك أي شيء حتى سقف بيت يلفني من لفحات الحر وزمهرير الشتاء .. حتى اللقمة لم تعد تأتيني بدورية أعهدها .. فلسان حال المواطن في بعض الأحيان لا يتفق مع كثير من هذا العالم .. فبعض من يعيش بيننا يصرخ بعلو الصوت
أنا أعاني من فقر يلتهمني
أنا متشرد ولاجئ لا أجد من يمد له يد العون
أنا تمارس ضدي العنصرية
أنا جائع
أنا جاهل
أنا مرض موبوء
أنا أموت هذه اللحظة ...
فلا تحدثني عن طبقة الأوزون
ربما هذا الصوت صادق جداً لما يعانيه من التصفية فالمدفعية لا تتوقف عن ضربها .. وصواريخ الهاون أصبحت أنشودة وصوت لا يفارقه ودبابة تغرس جنازيرها لسنابل زرعها في حقله يقتات بها ليعيش أبسط الحقوق التي يجب أن ندافع عنها .. ونقف إلى جانبها ونضعها في أولوياتنا أن نحمي الحياة من تجار الموت الذي طالت أيديهم وصار لهم ألف يد ... ولا يجدوا من يقول لهم كفى لمن ملوا الهروب من الموت .
أخف كثيراً في التفكير في هذا المواطن الذي تخيلت وضعه .. واقرأ عنهم يوماً في شريط أخباري وصوت إذاعي .. كأن العالم يدور في احتفالية الموت التي لا تنتهي فعاليتها .. أدعو الجميع إلى أن يتفاعلوا مع القضايا الأقرب .. والتي هي في متناولهم وتدور حروبها في ساحتهم .. ولا يمنع أن أهتم إلى ما سوف يحدث لطبقة الأوزون .
لا أدري ما يكتب قلمي في هذه اللحظة .. فهو في حرب تدور بين سطوري وأحرفي وصوت قلمي لم يعد يسمع ليس قلمي فقط بل كل الأقلام يضيع صوتها عن أصغر انفجار ..
أخر الكلام ... الحياة دعوة مفتوحة للسلام .. فعملوا من أجل السلام .. فلم يعد إلا القلم الذي أصبح لي درعاً وسيف .. الذي يبحث عن أقلام تسانده ... قبل أن ينفجر القلم .