تيارات
إختطاف السياسة والجمال
صدق من قال: الارهاب والتخريب والمخدرات لا دين ولا مذهب لهم. وربما أضيف أن هذا »الثالوث« لا يُفرِّق بين الجمال والسياسة!.
لا أدل على ذلك أن الرئيس الكولومبي الأسبق »أندريس باسترانا« اختطف من قبل مسلحين إرهابيين في بلده قبل تسلمه مقاليد السلطة، بسبب مواقفه المناهضة لانتشار مروجي ومدمني المخدرات.
الرئيس الأسبق أدلى بشهادته الحية في مؤتمر شبابي احتضنته المنامة مؤخرا، وقال أنه وقع في يد عصابات المخدرات في بلده، وحُرِّر لاحقا، ولذا وضع في صدارة برنامجه الرئاسي خلال فترة حكمه »محاربة مافيات المخدرات«، وأحرز تقدما مشهودا.
وعندما نقول أن »أصحاب الكيف والمزاج« لا يفرِّقون بين الجمال والسياسة فإن ذلك ينطبق على ما حدث لـ »المسكينة« ملكة جمال الكون الفنزويلية »دايانا ميندوزا«، التي توِّجت قبل أيام، إذ تعرّضت لحادث إرهابي بخطفها في بلدها قبل أعوام، بسبب »تكتيكاتها« لمحاربة عصابات المخدرات. ولذا فور تتويج الشابة الجميلة، التي لا يتجاوز عمرها ٢٢ عاما، أعلنت أنها ستقود مبادرة »نوعية« لاحتواء ظاهرة انتشار العنف والمخدرات بالبلدان.
هذان المثالان الحيّان، وغيرهما الكثير، لا يُحرّكان القائمين على حملات التوعية بسلبيات تنامي ظاهرة العنف والتخريب والمخدرات، لتطوير أدائهم بشكل يُزعج المتورطين بهذه الظواهر.
تقتصر مبادرات التثقيف بنصب »أكشاك«، ووضع طاولات في المعارض والفعاليات الجماهيرية، وتوزيع مطويات »بروشرات«، وتعليق »بوسترات«، تُحذِّر من مخاطر الانحراف والوقوع في فخ المخدرات.
نقول »شكرا«، للقائمين على هذه الحملات، ولكن نعاتبهم، لأن تسويقهم لحملاتهم ضعيف، والدليل قلة »جمهورهم« في منصاتهم وأكشاكهم ونقاط تمركزهم.
أما أصحاب القرار، سواء بالبرلمان أو الحكومة، فيبدون غير جادين بما فيه الكفاية لـ »محاربة« تنامي عدد »زبائن المخدرات« بالبلاد، إذ سجّلت وزارة الداخلية ٩١٧ قضية مخدرات و٢٤٠١ متهما في العام الفائت. وشهد هذا العام ٣٣ حالة وفاة، بسبب هذه الآفة.
لقد وعدنا غالبية النواب بالكثير قبل الانتخابات، ولكننا لم نرَ من جعجعتهم طحنا!.
حكمة السبت
»روعة المجد ليس في أن لا تسقط، بل في أن ننهض بعد كل كبوة«.
كونفوشيوس