|
يقول العديد من الباحثين في العالم حول الشباب أن البنية السوسيوثقافية للشاب تتحكم في ميولاته واختياراته مع الاحتفاظ بهامش من الثماثل بين مختلف الشباب سواء من لندن أو عمان، أو نيويورك أو جوهانسبرغ، باعتبار المرحلة العمرية وعلاماتها الفارقة سواء على المستوى العقلي أو النفسي أو الجسدي أو الطموحي .
و باعتبار خصوصية المنطقة العربية ( اثنيا و جغرافيا) يختلف وضع الشباب العربي عن مختلف أوضاع الشباب في المجتمعات الأخرى، وداخل الوطن العربي نفسه هناك خصوصية واضحة (دون أن تصل إلى مستوى الإختلاف) لكل منطقة من الوطن العربي .
بدءا من الشام و وصولا إلى المغربي العربي، تتنوع الثقافات وتبرز الخصوصية في جانب دون الأخر و يبرز معطى ويختفي أخر، و بذلك نتوقع اختلاف النظرة إلى الشباب باختلاف أولويات كل بلد، وباختلاف المؤهلات والمعطيات التاريخية و السكانية لكل دولة، وهنا نرى لزاما التفريق بين المجتمع العربي البترولي و المجتمع الغير البترولي.
فالتعامل مع الشباب في المجتمعات العربية البترولية (الخليج العربي) لم يتعدى كونه جانبا خدميا و التزاما ضمن آخرين للدولة تجاه شريحة معينة من المجتمع، ينظر إليها كجهة مستهلكة في أغلب الأحيان مع العلم أنا المجتمع الخليجي مجتمع غني بالطاقات و المواهب على كل المستويات، لكن ربما تعاطي بعض الأنظمة مع هؤلاء الشباب تحتاج إلى إعادة نظر و على أعلى المستويات.
بموازاة ذلك نجد أن التعاطي مع الشباب في المجتمعات العربية الأخرى (غير البترولية) يصل إلى مستوى مقبول نسبيا بالنظر إلى الإمكانيات المتواضعة التي تتوفر عليها معظم هذه الدول،فتجارب دول متوسطة المستوى(مقارنة بدول الخليج العربي) على الصعيد الاقتصادي و التنموي كمصر أو الأردن، تعطي اكثر من حافز لدول أخرى قصد إتباع نفس المنهج في التعامل مع الشباب، باعتبارهم" بترول" هذه الدول و ثروتها الحقيقية و قدرتها التنافسية المستقبلية في عالم التحديات، هذا في ما يتعلق بعلاقتنا كشباب و السياسات الحكومية على صعيد كل دولة.
أما بالنسبة لعلاقتنا نحن كشباب مع نظرائنا من الشابات و الشبان، فاختيارنا العمل مع هذه الطبقة بالأساس (عن طريق جمعية حركية الشباب بالدار البيضاء) على العمل مع فئات أخرى هي في حاجة كما الشباب إلى العناية و الاهتمام من أجل تحسين ظروفهم اليومية، أو على الأقل محاولة تحسين الواقع المعاش لهذه الفئات.
أولوية العمل مع الشباب كانت حجر أساس تأسيس جمعية حركية الشباب، وقبل ذلك الدافع الأساس للتأسيس لفكرة الجمعية كإطار قانوني يوفر لنا كشباب آلية "قانونية" لجني بعض المكتسبات المستحقة أصلا، و أيضا كقناة تواصلية مهمة مع مختلف مكونات المجتمع الأخرى سواء الرسمية أو غيرها.
فالتعامل مع الشباب في نظرنا تأسيس للحاضر و ضمان للغد، و هو أيضا استثمار للمستقبل على المدى البعيد والمتوسط، فأي خبرة أو مهارة يصقل بها الشاب مؤهلاته هي عامل إضافي (ليس الوحيد بطبيعة الحال) لنجاحه، سواء على المستوى الشخصي (عائلة/أسرة/شخص)، أو على المستوى العام كعضو عامل في نفس جمعيتنا بموقع أهم و أرفع في المستقبل أو كمساهم في مشروع تنموي أخر (جمعية/مؤسسة/مشروع)، والمهم هو إعطاء هذه "الطاقة" الطريق الصحيح (في نظرنا) من أجل التميز والبروز على المستوى الداخلي للجمعية و على مستويات أوسع كمراحل لاحقة مستقبلا، لذلك فنظن أن أميزية جمعية حركية الشباب، و من المفروض كل المنظمات الشبابية هي هذه الإمكانية للتطور، والتطوير داخل المنظمة نفسها ومن خلالها في مختلف مجالات تدخلها و تواصلها مع مستفيدي برامجها.
|
Tags
You must be logged in to add tags.
Writer Profile
younes naoumi
Younes Naoumi,Casablanca Morocco,
http://profiles.takingitglobal.org/ouldsen
|
Comments
You must be a TakingITGlobal member to post a comment. Sign up for free or login.
|
|